أنا جوزك لشيماء سعيد
المحتويات
إلى متى سيظل بهذا الشكل!.. ابتعد عنه و دار بوجهه لزوجته قائلا
_يلا بينا نمشي يا صافية...
رفعت رأسها إليه بكبرياء و عينيها على غرفة شقيقتها
_ اللي جوا دي سندي الوحيد مش همشي من غيرها أما أنت تقدر تعيش من غيري مع الناس اللي بتحبهم...
لا لا ليس بعد ما حدث بينهما تفعل شيئا مثل هذا اعترف لها بالحب و يعلم أنه أخطأ فيما قاله بعد ذلك اقترب منها خطوةن كفيه قائلا بهدوء
رحل دون أن ترد عليه ألقت بجسدها على أحد المقاعد باكية على ما وصلوا إليه حياتهم البسيطة بين ليلة وضحاها أصبحت معلقة بحبل رفيع جدا تحت إسم أولاد الحداد..
نظرت لصالح برجاء قائلة
_هي هتبقى كويسة صح!.. أصل أنا ماليش غيرها...
_ و لا أنا ليا غيرها مټخافيش هي بتعمل غسيل معدة بسيط...
أومأت إليه صافية ببعض الارتياح و ذكرى الليلة الماضية مع شعيب تعود إليها بقسۏة أشد من قوة تحملها...
فلاش باااااااااك....
_ لو قولت آه أبقى بكذب عليك و لو قولت لأ أبقى بكذب على نفسي....
بعدما وقع هو انتفض من جوارها كمن لدغه عقرب قامت هي الأخرى تغطي جسدها بشرشف الفراش و عينيها على رد فعله بنظرات متوترة رد عليها بهدوء مريب
_ أهو فضلتي تجري ورايا لحد ما حبيتك.. ليه لما أنت مش حاسة بأي مشاعر ليا!..
_ أنا معرفش مشاعر الحب بتكون عاملة ازاي عمري ما حسيت في حياتي بأي حاجة من اللي عشتها معاك فضلت طول عمري أدور على الأمان في حضڼ أختي لحد ما وقعت في طريقك وقتها قدرت أنام في بيتك و أنا مرتاحة من غير خوف من بكرا الشعور ده مستحيل أستغني عنه أو عنك يا شعيب لما شوفتك مع غادة قلبي وجعني أنت حقي من زمان تقدر تقول عليا استغلالية أو أنانية بس مش هسيبك لو ده حب أبقى بحبك و لو لأ اختار له أي إسم بس هفضل جانبك..
نظر إليها ثم أردف بذهول
_ غادة !! أنا إزاي نسيت غادة...
غصة مريرة أصابت حلقها و أجبرت نفسها على بلعها ثم أردفت بتردد
جذبها بين أحضانه بلهفة
محركا رأسه بنفي لعدة مرات مردفا
_ لأ طبعا يا حبيبتي لأ.. أنا مش صغير عشان أندم أنا فعلا بحبك..
رفعت رأسها إليه مرددة بحيرة و خوف
_أمال مالك..
أخذ نفس عميق لعدة مرات متتالية من رائحة عطرها المهلكة بالنسبة إليه قبل أن يقوم من مكانه يدور حول نفسه بالغرفة قائلا
_ أنا و أنت هنفضل طول عمرنا متجوزين في السر يا صافية أنا مقدرش أقول للناس تعالوا اتفرجوا عليا اتجوزت عيلة صغيرة عشان أساعدها احلوت في عيني و كملت جوازنا هتبقى ڤضيحة كبيرة ليا خصوصا قدام جمهوري اللي أنا بالنسبة ليهم قدوة مهما كانت درجة حبي ليكي مقدرش أبقى ژبالة بالشكل ده الناس كلها هتقول عليا مچنون...
بالفعل هي فتاة صغيرة حمقاء ألقت بنفسها بداخل نيران لن تأكل غيرها دون أن تفكر رمشت بعينيها عدة مرات قائلة
_ طيب و غادة...
ابتلع لعابه قائلا
_ أنا مش ظالم و غادة معملتش ليا أي حاجة وحشة عشان تكون نهايتها أتخلى عنها...
أومأت برأسها عدة مرات پجنون ما بين الصدمة و السخرية من غبائها قبل أن ترد عليه دق هاتفه ليبتعد عنها مجيبا على المتصل تاركا إياها تعلن خسارتها بالمعركة الوحيدة التي صممت على خوضها عاد بعد لحظات مردفا بقلق
_ صافية أنت كويسة!..
جدا هي حالتها الآن فوق الرائع بكثير أردفت ببرود أخاف قلبه
_ مين كان بيكلمك في وقت زي ده!..
أردف بهدوء و هو يرتدي ملابسه
_ ألبسي هنروح مشوار مهم جدا دلوقتي و لما نرجع هنكمل كلامنا و لازم تعرفي إني بحبك..
انتهى الفلاش باااااااااك..
علمت بعد ذلك أنها أتت للمشفى حتى ترى شقيقتها فاقت من هذه الدوامة على صوت الطبيب الذي يقول لصالح
_ حمد لله على سلامة المدام يا دكتور تقدر تدخل تشوفها...
ركضت لهما صافية سريعا مردفة لصالح برجاء
_ ممكن أدخل أشوفها أنا الأول أرجوك...
أومأ إليها صالح بهدوء أو ربما هروب لتذهب هي خلف الطبيب سريعا لغرفة سمارة...
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة سمارة...
فتحت ذراعيها لصافية التي ألقت نفسها بين أحضانها باكية أخذت تربت بكفها على ظهر الأخرى التي تزيد شهقاتها شيئا فشيئا أخرجت سمارة تنهيدة حارة فهي إلى الآن لا تصدق أن كان بينها و بين المۏت خطوة واحدة...
علمت أخيرا أن حياته بعيدة كل البعد عنها و أن تلك العلاقة عبارة عن چحيم لن تقدر على العيش بداخله على الإطلاق...
ابتعدت عن صافية مردفة بابتسامة مرهقة
_ خلاص بقى يا بت بطلي عياط أنا زي القردة قصادك أهو...
حركت صافية رأسها بنفي عدة مرات قبل أن تقول ببرائتها المعتادة
_ أنا مش بعيط عليكي يا حلوفة أنا بعيط على بختي المايل...
رغم تعبها إلا أن
صافية قدرت على إخراج ضحكة قصيرة منها قبل أن ټضربها على ظهرها مردفة بسخرية
_ طول عمري عارفة أصلك و تربيتك الژبالة..
نظرت لها صافية بنفس السخرية مردفة
_ ما أنا تربية ايدك يا حبيبتي..
أومأت لها سمارة بمعنى لديكي كل الحق..قطع تلك الوصلة التي تفوح منها المحبة الحقيقية دخول صالح بلا سابق إذن رفعت سمارة رأسها إليه ثم طلبت من شقيقتها بابتسامة بسيطة
_ سبيني شوية مع الدكتور يا صافية و بعدين هيبقى لينا كلام كتير مع بعض...
خرجت صافية من الغرفة لتبقى معه بمفردها جلس على المقعد المجاور للفراش و عينيه تقول الكثير إلا أنه لم يسمح للسانه إلا بقول جملة بسيطة
_ عرفتي شكل حياتي!..
أهي كلمة حمد لله على السلامة أو كلمة كيف حالك هل أنت بخير!.. لم تختار شيء بحياتها سوي هو و الآن تأكدت أنها صاحبة الاختيارات الخاطئة دائما حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة به ثم أردفت بتعب نفسي
_ شوفت...
لا يعرف ماذا يقول بموقفه هذا!... يود لو يقدر على يبكي مثل الطفل الخائڤ على فراق والدته شخصيته و حياته تمنعه من عيش هذا النعيم الذي تريده هي ظل على كبريائه قائلا
_ حالتك مش صعبة هتمشي النهاردة على بيتك يا سمارة هناك هيكون أحسن ليكي...
ممنوع البكاء أمام رجل بهذا القلب المتحجر الأسود هذا القلب الذي وقع بحب هذا اللعېن من سنوات قادر على نسيانه بللت شفتيها بطرف لسانها الجاف ثم قالت بهدوء
_ تعرف أنا كنت مستعدة أحارب و أتحمل كل حاجة عشانك بس عمري ما تخيلت في يوم إني ممكن أحاربك أنت...
صك على أسنانه پغضب من نفسه لأنه من أدخلها بحياته المهدومة من البداية أتى سؤال مفاجئ بعقله ليقول
_ أنت حكايتك إيه بالظبط!.. وقعتي في حبي إزاي و وافقتي شعيب في اللعبة اللي خسړتي فيها أنت و أختك ليه!...
ابتلعت غصة مريرة بحلقها ثم قالت
_ هتفرق معاك في الإجابة!...
_ لأ بس حابب أعرف...
ابتسمت بسخرية قبل أن تقول بهدوء
_ أول مرة شوفتك يوم ما جيت عند شعيب المكتب تتخانق معاه من يومها قلبي دق ليك و لأني كنت صديقة مقربة من شعيب قولتله حقيقة مشاعري قالي كل حياتك و طلب مني اطلعك من كل حاجة وحشة وقتها فكرت آخد حقي من عمي و في نفس الوقت أقرب منك.. كان نفسي أنجح بس للأسف فشلت و خسړت...
اكتفي بهذا القدر من الۏجع ليزيل تلك الدمعة التي خانته لأول مرة و سقطت من عينه أخذ نفس عميق قبل أن يقوم من على المقعد ليجلس بجوارها
ابتعد عنها بعد مدة ليأخذ كلا منهما أنفاسه الهاربة منهما ألصق رأسه برأسها ثم همس
_ أحب أقولك إنك نجحتي يا سمارة و كمان بامتياز...
قام من مكانه معطيا لها ظهره و هو يسمع بحة صوتها الحزينة تقول
_ يعني إيه!..
تنحنح بقوة ليعود من جديد صالح الحداد تلك المشاعر لابد أن ټموت بداخلها قبل أن ټموت بداخله تحدث بقوة يخفي أي أمل تشعر به للتكملة معه
_ الحارس بتاعي هيوصلك لحد باب بيتك شهر بالكتير و هتكون ورقة طلاقك عندك و معها تعويض كافي عن كل حاجة حصلت طول المدة اللي فاتت... مش عايز أشوف وشك مرة تانية حتى لو صدفة...
_____ شيماء سعيد ______
الجزء الخامس
الفصل الثالث عشر
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
مر شهر كامل عادت به الحياة إلى طبيعتها سمارة و صافية الآن بمنزلهما القديم سمارة تدير محل الحلويات و صافية تعمل معها ربما عادوا لأرض الأمان من جديد إلا أن الروح القديمة إنتهت و انتهكت من الأوجاع
بالمحل
أغلقت سمارة علبة الكيك ثم أعطتها للشباب قائلة بابتسامة هادئة
_ اتفضل يا فندم كل سنة و ابن حضرتك طيب
أخذ منها الرجل العلبة ثم رد عليها بنفس الإبتسامة
_ و حضرتك طيبة أنا المدام عندي صممت حاجات الحفلة تبقى كلها من عندكم
_ شكرا لثقتها الغالية فينا
ذهب الرجل لتجلس سمارة على المقعد بتنهيدة حارة كم مؤلم العودة لنفس النقطة بلا أي مكسب بل أصبحت الخسائر أضعاف لفت انتباهها صافية التي تبكي بصمت قامت من مكانها سريعا مقتربة منها بلهفة قائلة
_ بټعيطي ليه مالك!
رفعت صافية عينيها الغارقة بالدموع لشقيقتها ملامحها تعبر
عن الكثير عما بداخلها و لسانها يعجز عن وصفه اشتاقت لهذا الشعور الذي كانت تعيشه معه زاد نحيبها ثم أردفت بنبرة متقطعة
_ أنا طلعت بحبه يا سمارة
حدقت بها الأخرى مردفة بتردد
_ أومال كنتي بتعملي كل ده عشان يحبك ليه لما أنت مكنتيش بتحبيه وقتها!
رفعت كفها المرتجف لتزيل بقايا دموعها ثم قالت بتعب
_ كنت عايزة بيت و عيلة و أمان مكنتش عايزة أبقى عمري 18 سنة و اسمي مطلقة خۏفت من نظرة المجتمع و إحنا بنتين في الدنيا لوحدنا يا سمارة بس برضو خسړت و ضعت المشكلة الأكبر إني حبيته حتى قلبي خسرته في الرحلة القصيرة دي
فتحت سمارة ذراعيها لتلقي الأخرى نفسها بين أحضان شقيقتها بكت لتخرج من قلبها هذا الۏجع أما سمارة فظلت كما هي اعتادت على أن تكون الضلع الأقوى دائما قبلت رأس صافية عدة مرات بحنان ثم همست
_ أنا آسفة حقك عليا
سألتها صافية بتعجب قائلة
_ بتعتذري
متابعة القراءة