بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
المحتويات
بعدين متنسيش ان انا قعدتك فجأة من شغلك و اكيد في حاجات محتاجة تجبيها...
ليكمل و هو يشعر بالذنب من سخريته السابقة بها فقد كانت فتاة يتيمة تعيل نفسها فكيف كانت ستأتي بكل هذا الجهاز الذي كان يكلف مبلغ وقدره لا يقدر عليه الرجال نفسهم الذين يجهزون بناتهم...
و عايزك متقلقيش الشقة جاهزة من كل حاجة..مش لازم تجيبي حاجة...
علي فكرة انا شايله حاجات كتير برضو عند ام محمد...
لتكمل بحدة و هي تشير الي عربة النقل
و ان شاء الله هملى العربية.. يعني متحسسنيش بقى انك بتتصدق و لا بتعطف عليا يعني ولا حاجة..
زفر راجح بحنق وهو يهز رأسه عالما بانه لا يوجد امل معاها مغمغما يحدث نفسه بينما يعود الي سيارته
بينما وقفت صدفة تراقب سيارته وهي تبتعد باعين ملتمعة بالدموع و هي تقبض بقوة علي المال الذي بيدها داعية علي اشجان التي و ضعتها بهذا الموقف المذل..
بيوم الزفاف.....
وقفت صدفة بنهاية رواق محل الكوافير و هي ترتدي فستان زفافها المتواضع التي اخترته من احدي المحلات الشعبية الرخيصة ممسكة باطرافه بين يديها صاړخه بحدة بسحر مالكة الكوافير و التي كانت جارتها في ذات الوقت
وقفت سحر بعيدة عنها بعدة خطوات تحاول بيأس اقناعها بجعلها تزين وجهها..
يا بت اتهدي يخربيتك هتحطي لنفسك ازاي بس انتي عمرك مسكتي قلم روچ في ايدك علشان عايزة تحطي مكياج فرحك بنفسك....
لتكمل و هي تتحرك نحوها بتمهل
بصي هخلص في ثواني...و هتطلعى من تحت ايديا بدر منور....
و رحمة امي ما في ايد هتتمد في وشي غير ايدي انا..
توقفت سحر بمكانها مغمغمة بحدة ولازالت الصدمة تسيطر عليها فمنذ ان رأت
صدفة بعد ان غسلت وجهها من تلك الاشياء الغربية التي تضعها تكاد تجزم انه لو لم تقم بغسل وجهها امامها لكانت اعتقدتها شخصا اخر فقد كانت ذات جمال خلاب ټخطف الانظار بوجهها المستدير و خدييها الممتلئين و جمال بشرتها الكريمية البيضاء التي تعاكس تماما اللون الغامق الرمادى لبشرتها التي اعتادت ان تراها به لا تعلم لما تفعل تلك الاشياء الغريبة بوجهها كما لو كانت تتقصد تقبيح نفسها
هزت صدفة رأسها بالرفض عاقده ذراعيها اسفل صدرها بعناد...
اقتربت منها ام محمد مغمغمة بصوت منخفض محاولة اقناعها بهدوء فقد كانت تعلم انها خائڤة من ان تتجمل وتظهر جمالها و انها ترغب بوضع المكياج لنفسها حتي تقوم بتقبيح نفسها و تخفي جمالها الخلاب الذي لا يعلم احد عنه سواها حيث رأتها عدة مرات بدون تلك الاشياء الغريبة التي تضعها على وجهها..
لتكمل بهمس حتي لايصل صوتها الي مسمع سحر
ياختي بينى جمالك اللي انت ډفناه بالحيا ده طول عمرك و حجتك بانك تحمي نفسك من الرجالة مبقتش لها لازمة خلاص بعد ما بقيتي في عصمت راجل ومش اي راجل لا ده راجح الراوي....
قاطعتها صدفة وهي تتمسك بطرف فستانها بقوة
اهو سي راجح بتاعك ده اللي عايزة احمي نفسي منه دلوقتى....
حدقت بها ام محمد پصدمة هامسة
تحمي نفسك من مين...يا بنت الهبلة انتي اټجننتي ده جوزك علي سنة الله و رسوله...
ادارت صدفة عينيها بسخرية مما جعل ام محمد تبتعد عنها مغمغمة بحنق و ضجر
سبيها براحتها يا سحر خالينا نخلص في يومنا ده العريس زمانه علي وصول.. دي عيلة تشل
تنهدت سحر باستسلام مشيرة نحو المقعد الذي امام
قعدي ياختي المكياج كله قدامك اهو شوفي هتعملى ايه خالينا نخلص...
جلست صدفة علي المقعد الذي امام المرأة و اخذت تتطلع عدة لحظات طوال بحيرة و ارتباك للأدوات الكثيرة المنتشرة امامها علي الطاولة فمعظمها لا تعلم ما هي و فيما تستخدم تنهدت بحدة قبل ان تتناول علبة بودرة الخاصة بالوجه وتنشرها علي وجهها بعشوائية لكنها كانت درجة اغمق بكثير من لون بشرتها البيضاء مما جعل سحر تهتف ممسكه بيدها
بتنيلى ايه دي مش لون بشرتك هتغمقي نفسك...
نفضت صدفة يدها بعيدا وهي تجيبها
مالكيش دعوة انا عارفة انا بعمل ايه....بعدين دي الدرجة اللي انا متعودة احطها علي طول....
غمغت سحر بارتباك و هي تكاد ان تجن بسبب ما تفعله بوجهها
انتى مچنونة يا بت انتى.. الناس بتحط البودرة علشان تفتحهم مش تغمقهم.....
ربتت ام محمد فوق كتف سحر قائله بحدة بينما تتطلع نحو صدفة پغضب وحسرة في ذات الوقت
متتعبيش قلبك معاها...دي واحدة عدوة نفسها بعدين مصډومة اوي من لون البودرة اصبري لما تشوفي باقي البلاوي اللي هتعملها في نفسها
ابتست صدفة مرسلة لها بالهواء مغيظة اياها مما جعل ام محمد تزفر پغضب و هي تشيح بوجهها بعيدا
جلست سحر مرة اخري بمكانها وهي تغمغم بخبث
بس مقولتليش يا بت يا صدفة ليه مش هتعملوا فرح وهتستكفوا بزفة عربيات...لا مؤاخذة يعني لما راجح الراوي ميعملش فرح اومال مين هيعمل ده الكل كان متخيل يوم ما يتجوز هيعمل فرح ب ليالي يتحكى عنها الحي كله...
ظلت صدفة تتصنع الانشغال بتوزيع البودرة علي وجهها حتي تمنح نفسها فرصة لايجاد كڈبة مناسبة تستطيع اقناعها بها لتنجح بايجادها علي الفور كعادتها في تأليف الكذبات للخروج من المآزق التي تواجهها فقد علمها خۏفها من زوج والدتها وتعسفه معها الكذب لكي تتجنب غضبه...
اصل خال ام راجح اټوفي من اسبوع....
لتكمل كاذبة وهي تمضغ العلكه التي بفمها و هي تدرك بان كلماتها تلك ستنقلها سحر الي جميع من بالحارة فقد كانت معروفة بنقلها الكلام بين الناس
مش عايز اقولك يا بت يا سحر راجح اصلا كان حاجزلنا قاعة في فندق كبير بس لما خال امه ماټ لغي الحجز و قالي مينفعش علشان امه متزعلش و اهله امه اللي في الصعيد كمان فهنستكفى بزفة عربيات من الكوافير لحد البيت حاجة علي الضيق كده هنعمل ايه نصيبنا بقي....
اصدرت سحر صوت بفمها يدل علي التعاطف الكاذب مغمغمه
اممممم حظك ياحبيبتي معلش...بس مش مهم انتي برضو واقعه واقفة متجوزة كبير الحي كله اموت واعرف وقعتيه ازاي يابت...
هزت صدفة كتفيها قائلة بدلال مغيظه اياها فقد كانت تعلم انها تراها اقل بكثير من راجح مفكرة كيف لهذه النكرة ان تتزوج شخص كراجح الرواى
الحب...وعمايله بقي راجح كان بېموت فيا و طلب ايدي اكتر من مره بس انا كنت بتقل عليه......
فتحت سحر فمها پصدمة فور سماعها كلماتها تلك بينما اخذت ام محمد الجالسة بالخلف تضحك بصوت منخفض مما جعل صدفة تزجرها پغضب قبل ان تلتف مرة اخري تنظر بالمرآة وهي تمسك بيدها قلم احمر شفاه فاقع اللون
بقولك ايه يا بت يا سحر بطلي رغي بقي و خاليني اخلص..
ثم اخذت تضع علي وجهها كل ما تقع يدها عليه غير ابهه بتنسيق الألوان فكل ما يهمها هو جعل راجح ينفر منها..
و ما ان انتهت استدارت اليهم قائلة بهدوء وهي تحاول التحكم بالابتسامة التي تتلاعب علي شفتيها فقد كاوا واقفين فاغرين الفم والصدمة مرتسمة علي وجههم
ايه رأيكوا...!
اخذت سحر تمرر عينيها المستعه بالصدمة علي وجهها الذي كان يبدو كالبلايتشو فقد رسمت حاجبيها بشكل سميك بالكحل الاسود كما هي معتادة واضعة احمر شفاه فاقع ملطخ بعض الشئ يتنافي تماما مع لون بشرتها الغامقه بشدة بسبب البودرة التي وضعتها علي وجهها كما وضعت فوق عينيها لون اخضر فاتح للغاية راسمة عينيها بالكحل الاسود ولونت وجنتيها ببقعتين حمراء فعلتهم بقلم حمرة الشفاة وانهت كل هذا برسمها بقلم الكحل الاسود نقطتين واحدة فوق فمها و اخرب علي ذقنها لتبدو كوشمتين لكن قبيحتين الشكل...
فتحت سحر فمها اكثر من مرة تحاول التحدث لكنها فشلت..
عاجزة عن قول شئ
تعالي صوت الحاد و الرافض لأم محمد التي كانت ترمق صدفة بعينين تلتمع بالڠضب.
اقول ايه حسبي الله و نعمة الوكيل فيكي يا شيخة....
لتكمل بأسف و هي ترمق مظهرها البشع هذا
قلب امك يا بني ..ده انتي هتصرعي امه بشكلك ده...
ابتسمت صدفة ملاعبة حاجبيها السمكين المرسرمين باللون الاسود و هي تهز جسدها مغيظة اياها
لا هيعجبه ياختي متحشريش نفسك انتي بس....
ابتلعت باقي كلماتها عند دخول احدي مساعدات سحر
ابلة سحر...العريس واقف برا مستني....
اسرعت ام محمد بالامساك بصدفة من ذراعيها هاتفه بهلع يتخلله الرجاء
وحياة امك لتمسحي وشك وتخلي سحر تحطلك مكياج هادي.....
تراجعت صدفة للخلف منتزعه نفسها من بين يديها هاتفة بمرح
بتقولك العريس برا....مفيش وقت...
ثم امسكت فستانها بين يديها
مسرعة للخارج و هي تهمس
استعنا علي الشقا بالله...
بينما هتفت ام محمد من خلفها
خليه يقرا المعوذتين طيب...
وقف راجح بالبهو الخاص بالكوافير ينتظر عروسه وهو يتطلع بنفاذ صبر الي ساعته فقد كان يرغب بأخذها و الذهاب الي المنزل سريعا حتي ينهي هذا اليوم..
كما كان يشعر بثقل بقلبه يجعله يرغب بالاسراع وانهاء كل هذا فطوال الاسبوع المنصرم لم تكف والدته عن رجاءه بان يصرف نظره عن هذه الزيجة محاولة معه بكل الطرق لكي تجعله يغير رأيه لتبدأ پبكاء هستيري بليلة امس فور ان عقد قرانه علي صدفة بمسجد الحي رافضة الحضور او التحدث اليه كما تركها بالمنزل رافضة الحضور معه لاحضار عروسه...
حتي انها رفضت ان يحضر اشقاءه..
خرح من افكاره تلك علي صوت الزغاريط الذي تعالى من احدي ارجاء المكان دلالة علي خروج العروس رفع رأسه ينظر الي باب الغرفة المتوقع ان تخرج منها...
لكن ما ان رأها تخرج من الغرفة تراجع الي الخلف بفزع و تعثر مما جعله يصطدم بقوه بصديقه توفيق الذي كان يقف خلفه مما جعله يسقط علي الارض
لكن راجح لم يعيره اهتماما حيث وقف متجمدا بمكانه عينيه المملوءة بالصدمة مثبتة علي تلك الواقفة امامه ترتدي فستان عرس ابيض فضافض للغاية ملئ بالورود البشعة و الأحجار الضخمة فقد كان اشبه بزي مناسب لحضور حفل تنكري سخيف..مرت عينيه علي فستانها هذا حتي وصلت الي وجهها الذي كان کاړثة كاملة فقد كانت تضع علي وجهها الوان مختلفه تشبه المهرج و حاجبيها المرسومان بلون اسود اشبه لحبر الاقلام....
تشددت قبضتيه بجانبه فور سماعه صديقه الذي نهض من فوق الارض و عينيه مسلطة علي صدفة يضحك بصوت منخفض مما جعله يستدير اليه يزجره بشراسة جعلته يصمت في الحال....
اتجه نحوها راجح قابضا علي
متابعة القراءة